//
you're reading...
غير مصنف

حتى لا نكون قربة مثقوبة

الفساد في اليمن قصيدة تأبى أن تنتهي، وألم يئن منه الجميع ومع ذلك يتشاركون في نكئه، وعالم أسود ومنتن ومع ذلك نخوض فيه لأن الواقع يجبرنا على ذلك، وعلى الرغم من أن المنظمات وبعض المؤسسات قد ناصبوا الفساد عداءهم، فنسقوا الدورات والندوات والبرامج المتنوعة لمكافحة الفساد إلا أنه لا يزال مستشرياً كثقافة في الدستور والأعراف والأفعال.
وتسير جهود تلك الجهات المكافحة للفساد على ثلاث مستويات، أولها السعي لإنفاذ القوانين التي من شأنها مقارعة الفساد أو استحداثها إن لم تكن موجودة، وغالباً ما تتخذ هذه الخطوة من قبل صناع القرار ، غير أن دور الجمهور أن يمارس صلاحياته للضغط من أجل إقرار تلك القوانين التي تظل قيد الانتظار لزمن طويل ، ثم يتم إسقاطها سهواً أو قصداً.
والمستوى الثاني يأتي لتنفيذ دور الوقاية، وهذه الخطوة مهمة للغاية لأنها لا تستهلك من الوقت والجهد والمال إلا القليل، وصناع القرار مسؤولين عن هذه الخطوة أيضاً، لأنها ترتبط بإصدار القوانين التي تجرم كافة الأفعال التي من شأنها أن تكرس أو تشجع أي شكل من أشكال الفساد، كما أن دور الجمهور في هذه الخطوة مهم جداً، إذ أنه قد يكون صاحب فكرة القانون،و لأنه يمثل ضغطاً قوياً كرأي عام في حالة رفض تطبيق القانون أو تأجيله إلا أجل غير مسمى.
والمستوى الثالث هو الوعي والتثقيف، وهذا الجانب هو الذي تعمل عليه جميع المؤسسات والمنظمات والأفراد المهتمين بمكافحة الفساد، عبر الدورات والندوات وورش العمل المختلفة والمرتبطة بهذا الجانب.
قد تكون النتائج الموجودة في هذا الجانب محبطة قليلاً، إلا أننا نتفاءل بحجم الوعي الذي بدأ بالنمو أبان الثورة اليمنية، ومثل هذه الدورات والندوات قد تأتي لإشباع هذا التعطش المعرفي الذي يعاني من معظم اليمنيين، وبما ان الفساد صار ثقافة بمرور الوقت بسبب تفلت دولة القانون وانحلالها،فسيكون من الناجع محاربة الفساد بالمعرفة التي بمرور الوقت ستصبح ثقافة تقارع الفساد وتقاضيه.

About elhamalhidabi

صحفية وناشطة حقوقية يمنية رئيسة وحدة التدريب والتأهيل في منظمة صحفيات بلا قيود. مدربة إعلامية .

مناقشة

لا توجد تعليقات حتى الآن.

أضف تعليق

التصنيفات