//
you're reading...
غير مصنف

الوجع….وطن.

 

قبل أعوام كنت أسير في شارع المغتربين في تعز وعلمت من خالتي أن هذا الشارع بني قبل أعوام عندما عاد اليمنيون من غربتهم الطويلة.. عندما تركوا وطنهم ليبنوه ، لكنهم عندما عادوا لم يجدوا منه خيراً!

وقبل أيام أشاهد صورة لشاب يمني يعامل كلص ، إذ يحتجزه سائق سيارة ريثما يصل الشرطي ويفتش عن الإقامة…

شباب على الحدود تفقد أحلامهم بريقها رويداً رويداً ؛ بحيث لا تعني لهم الحياة شيئاً؛ فلا بأس إن قضى بعض شبابه في السجون، أو انتهت حياته تحت عجل سيارة الحدود…المهم أن لا يعود خالي الوفاض إلى أرصفة الوطن.

 

لا ندري ما مصلحة بلاد الحجاز من أن تفتح أبوابها  كلها دون اليمنيين وكأنهم سيلتهمون أخضرها ويابسها ! ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.

الخطأ لا يكمن في الرد الإجرامي الغير مبرر الذي تلقنا إياه السعودية، بل الخلل كل الخلل من وزارة المغتربين التي لا تعي من دورها شيئاً وكأنها تغرد في سرب خارج الواقع،كما أن الدولة التي تتعامل مع الانتهاكات التي يتعرض لها اليمنيون على الحدود بهامشية تسمح بمزيد من التطاول على شخصية اليمني  الذي أهدرت كرامته منذ أن بنيت الحدود على أراض مسروقة من وطنه.

علينا ألا نعول على الدولة شيئاً كبيراً فما حدث ينبئنا عن صمت متواطئ أو لعله لا يرقى لأهمية ما تقوم به الدولة حالياً من إخماد الفتن الداخلية التي لم تتوقف وإنما تتشعب ؛وإدارة شؤون بلد لم تصلح فه الكهرباء على مدار عام! لذا علينا كفئة لا زلت تحمل خصلة الحياء أن نتحدث بصوت مسموع للجهات التي تستطيع أن تنقذ الوضع سواء كانت خاصة أو حكومية، لتحد من الانتهاكات التي تطال اليمنيين المغتربين، من ناحية أخرى نتمنى أن لا تعبر تلك الصور المؤلمة من أمامنا دون أن نحرك حيالها كل ما نستطيعه من أجلها.

معاناة اليمنيين في الأراضي السعودية ليست وليدة اللحظة، ولن تنتهي بترحيلهم جميعاً، لذا لزم علينا كشعب يمني أن نعي حقوقنا المنهوبة منذ أعوام من قبل السعودية التي التهمت حدوداً بأسرها كنجران وعسير، وعلينا أن نبدأ بخلق وعي حيالها ؛ الخطوة التالية ستكون المطالبة بها؛ وما ضاع حق وراءه مطالب.

About elhamalhidabi

صحفية وناشطة حقوقية يمنية رئيسة وحدة التدريب والتأهيل في منظمة صحفيات بلا قيود. مدربة إعلامية .

مناقشة

لا توجد تعليقات حتى الآن.

أضف تعليق

التصنيفات